الخميس، 1 مايو 2008

قول على قول 1 /5

حسو امريكو
الأعزاء قراء بحزاني نت الكرام و أولي الشأن و الاهتمام الأفاضل :
بعد أن شبع من النقاش أو يكاد موضوع الحوار "كردستان الحاضرة الغائبة إيزيديًا." أرى من الصواب أن تتلخص محاور ما دار حوله الحديث؛ لتأخذ لمساتها القريبة من الأخيرة شكلا و مضمونًا كما يراها كل منا لتحديد محاور البحث؛ فتتعمق و تتسع و تغني و تفيد . بكلام موضوعي دقيق, محرر من شطحات التنميق الذي يشبه الشعر و ليس شعرًا . كلام موضوعي دقيق, مسؤول يعني ما يقول له قدرة البرهان. يبحث ضمن محاور عن الحقائق و لا يدافع عن المواقع. هذه المحاور كما أراها هي :
عقيدة البراء . 2. المثقف الإيزيدي. 3. ماهية الإيزيدية ! 4. التاريخ و الطلسم. 5. ما العمل ؟. عقيدة البراء:التي كتب نص منها منسوب للقوال سليمان . و نص آخر منسوب لأخوتي في حلب اكتتبها لهم بعض من رجال الأمن البعثي الحاكم في سوريا. الشطر الأول من هذه العقيدة هي " الولاء " و بشطريها هي " الولاء و البراء " و هذه عقيدة أساسية في ثقافة "ابن الله " و ثقافة " رسول الله " و جل أثارهما اللاحقة . في شكلها و مضمونها الأخير هي صياغة لغلاة الآشوريين بزعامة أميرهم أبجر في منطقة حران , حيث لجئوا إليها إثر سقوط أشور خريف 613ق.م و سقوط نينوى 21.03.612ق.م . لكون حران منطقة محرمة لا يجوز القتل فيها . الآشوريون المهزومون استقروا هنا كقبيلة ضمن بحر من القبائل الكورمانجية الميدية عريقة التكوين و التواجد هنا. الأمير أبجر " تبرأ" من الديانة الروآدية الشمسانية و منح ولاءه المطلق للسيد المسيح خلال دعوته لثلاث سنوات انتهت بموته المأساوي على العامود بعد محاكمته أصولا. وفق المصادر المسيحية الأصلية . عقيدة " الولاء و البراء" هي أحد المبادئ المهمة في حضارة الصحراء جذرها الأعمق يعود لسرجون الأكادي 2371/2350 ق.م وفقها بنى سرجون أول حكم مركزي شمولي استبدادي في ميزوبوتاميا؛ شكى منه سدنة المعابد السومرية السبعة إلى ملوك الجبال " السموقان " فأنهاه السموقيون بقيادة " أمبي"و قصروا حكم سرجون على " أكاد " ضمن اتحاد دول المدن , و الأقاليم السومرية – آخرها كان إقليم " مركه " و إقليم " خاه بور " –عام 2350 أنشأ السموقيون حكمًا لا مركزيًا اتحاديًا, تداوليًا للسلطة لكل 6 سنوات تناوب عليه 19ملكًا عدا إين ماك باش الذي مات قبل إنهاء مدته؛ فتأسس بذلك أسس العصر الذهبي للحضارة السومرية . لاهوتيًا تعتمد مبدأ الخالق = خودا = رئيس مجمع " دكو " هو الحق المطلق , و الخودان = المسؤول النسبي عن إدارة الأشياء . بالمناسبة عدد الخودان الرئيسيين وفق وثائق سورا ماري السومرية لعام 2650ق.م كان 25 خودانًا و هم كذلك اليوم عند الإيزيدية؛ يتسع مفهوم الخودان ليشمل كل كائن عاقل صاحب إرادة و مسؤولية , و يتقلص لينتهي برئيس الملائكة للـ7 الكبار بصفته المخلوق الأول للخالق لإدارة الكون , و تعميره , و إشاعة الأمن و السلام فيه. خاتم معبده في سورا ماري كان سنجق رئيس الملائكة المعتمد بنفس الشكل عند الإيزيدية اليوم صورته الأصلية موجودة في متحف حلب اليوم و لدينا صورة أصلية عنها . في المنظور الديني الروآدي لا يوجد بين الخالق و المخلوق وسيط بشري, و لا وجود لعقيدة العصيان في هذه الرؤية, بل يوجد أحيانًا خواص من البشر لهم كراماتهم النسبية هم أهل الله " كوشاك " يحترمون في حياتهم لكن لا يتبعون ؛ فالتبعية للخالق وحده حرية , و التبعية للعبد عبودية وفق عقيدة التوحيد . القدسية للإنسان , و المكانة بالقدرة و العطاء التي تبنى في " خاه كاهات " بالعقل , بالحكمة, المهن و الاختصاص , تأسيس الأسر , إشاعة التآخي في المجتمع و للتآخي في هذه الرؤية 5 أشكال1. بالرضاعة2. بالتبني3. بالكرافة4. اخوة الفروسية5. اخوة الآخرة .عقيدة الولاء و البراء في ثقافة" ابن الله " و " رسول الله " عكس ذلك . حددت في الأولى مفهوم الثالوث و في الثانية الشروط الخمسة للإيمان , و الإسلام . و منحت ذلك الولاء المطلق و تبرأت من كل شيء عداه بالمطلق و عادته ففي مجال التآخي مثلا لا يعترف ثقافة رسول الله إلا بالتآخي عن طريق العصبية والتوالد . ثقافة الولاء و البراء اعتمدت الحكم المركزي , و منحت القدسية لرموزها و نصوصها و ألغ العقل أمام النص و الرموز و اعتبر كل ما سبق الأول " وثني " و ما سبق الثاني " جاهلي" و فرض المركز الحاكم مالكًا للبلاد و العباد و الرمز فيه ممثل للخالق على الأرض و هو المخلص في الآخر و ألغى التنوع و التعدد و سعى لفرض اللون و الطعم الواحد؛ مؤمنًا بعقيدة العصيان في السماء ؛ لكي يطبقها على الأرض لينفي معارضيه من الوجود كما نفا الله الإبليس المزعوم . وفق ذلك أصبح عيسى بن مريم " ابنًا لله " يحكم في بيت أبيه . هو " الطريق و الحق و الحياة " وهو ملكوت الله , الملك المعين من الله بين البشر لا يذهب أحد لأبيه إلا به . هذا المفهوم المركزي جدًا حضاريًا شكل محور مفهوم الولاء له و البراء من سواه بالمطلق . هذه الرؤية عندما دخلت روما و أثينا عام 325 سقطت حضارتهما المثرائية = الشمسانية و انتهت بمحاكم التفتيش التي سفكت الدماء أنهارًا . لكنها لم تستطع إسقاط حضارة الشرق لتصادم هذا المفهوم مع عقيدة التوحيد الشمسانية التي " تنفي الشرك" و تحدد الحق المطلق بالخالق و كل ما عداه نسبي . و لم تسطع ثقافة ابن الله إعادة تأسيس ملك للآشوريين – مع الإقرار بحقهم بحكم أنفسهم حيث يشكلوا أكثرية كما فعل " أمبي" .مرةً أخرى سعيًا للملك طور غولاة الأرثوذكس عقيدة الولاء و البراء في إنجيل خاص " إنجيل برنايا " الذي أسس لنشوء محاكم تفتيش لا تحتاج إلى هيئات قضائية و لا إلى سلك لاهوتي كهنوتي . بل إلى أفراد يؤمنون بها بالمطلق و يتبرؤن من كل ما عداه بالمطلق و يكفرون من خالفهم فيستباح دمه , ماله و عرضه و يتحول المؤمن إلى سفاح في أي لحظة . أقحموا هذه الرؤية في مضمون آيات بعينها تتناوب بين الناسح و المنسوخ , و أحاديث تتراوح بين الثابت الصحيح و الضعيف . جمع فحواها لجنة شكلها عثمان بن عفان في مصحف . حرق ما عداه من المصاحف . أكدت اللجنة امتلاك هذا المصحف للحقيقة المطلقة , لا يأتيه الباطل ؛ كما هو مؤسس في إنجيل برنابا أساتذتها نفر من الرهبان رئيسهم مطرود من الكنيسة الرسمية . هذه الدعوة مدعومة بإمبراطور حبشه الأرثوذكسي النجاشي و قائد قوات بيزنطا الشرقية في سوريا التي احتلت منه عام 628م " هرقل " . مصحف عثمان ركز بشكل كثيف على مبدأ "الولاء و البراء " مستخدمًا 7446 كلمة و جملة تدعو لكره المخالف منها 599 كلمة مشرك و كافر و 107 مرات تناولت عقيدة العصيان و الإبليس و 51 مرة تناولت بني إسرائيل ؛ المصحف عكس عصره و هو عصر الردة و رمزية الدلالة في الأرقام 7+1 =8 أي نجمة إبراهيم و 5+1=6 نجمة داود و قد ذكر اليهود بالاسم و أهل التوحيد الأحناف ذكرهم تحت اسم المشركون لكون الألوهية عندهم مفهومها خودا و خودان و لا وجود للعصيان (ابليس) و هو دين إبراهيم و رمز لقصة العصيان رأس مفهوم الخودان أي رئيس الملائكة إلى جانب ذلك تضمنت آيات من صحيح صحف إبراهيم تتعارض مع التوجه العام للمصحف المذكر " لا إكراه في الدين " . " ليس للإنسان إلا ما سعى" 39 " و إنه هو أضحك و أبكى "43 " و أنه هو أمات و أحيا "44 سورة النجم . و ذكره " إن الذين قالوا رينا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم و لا هم يحزنون " 13 الأحقاف . إن و جو د 7446 كلمة و جملة تدفع لكره المخالف إلى جانب آيات من صحيح صحف إبراهيم تتلى بترتيل لاهوتي ممتاز ؛ المؤمن بها مكلف بتقويم المنكر وفق الحديث الثابت " من رأى منكم منكرًا فليقومه بسيفه , إن لم يستطع بلسانه , إن لم يستطع بقلبه و هو أضعف الإيمان " هذا إلى جانب جنات و خلود يصعب وصفها حتى في الأحلام كل هذا أسس لمحاكم تفتيش متجولة تزرع الدمار حيث تتواجد في كل شوارع العالم يمكن تفعيلها وفق الطلب ؛ و هذا شأن حضاري يتمحور حول ثقافة " الولاء و البراء " الأرثوذكسية هدفها هدم ملك المخالف يبدأ و لا ينتهي و لا علاقة لهذا التوجه بأي دين و لا بأي نبوة هي رؤية لحضارة الصحراء ذات اللون الواحد تنفي التنوع يعبر عنها بأشكال مختلفة أهمها السلفية الدينية ذات الفكر الضال, و العصبية العروبية المتشنجة و هما وجهان لعملة واحدة طورها الرهبان الأرثوذكس بحيث لا يحتاج إلى هيئات قضائية و لا إلى سلك كهنوتي و درجات لاهوتية عليا لتقرر نفي المخالف من الوجود . الرسول الكريم محمد بن عبد الله منع جمع الآيات و الصحف في مصحف واحد حتى ذلك المصحف الذي قدمه على بن أبي طالب له رفض اعتماده و منع نشره كما منع و حذر الإقتداء به في سياق الآيات المتضمنة للقتل و النفي لآخر و التي مارسها الرسول عبر 65 عمل عسكري في العشر سنوات الأخيرة من دعوته؛ باعتبار أن هذا العمل خصوصية له و هو ينفذها بالوحي " يسمح له و لا يسمح لسواه " و الرسول محمد هو من هو : رفع شانه بحيث لا يذكر الله إلا يذكر معه . و هو دون كل البشر و الملائكة : الله و ملائكته يصلون عليه وفق مصحف عثمان لم يقل بتعميم القتل و منعه بكلمات واضحة . لكن الأعراب المكلفين بهذه المهمة وفق الآية 16 من سورة الفتح المشار إليها سابقًا تجاوزا كل الخطوط الحمراء ؛ مستهدفين وفق تفسير ابن كثير1. " البارزون الأكراد"2. اليهود ثم باقي الشعوب السورية الأصلية مثل الشركس و السريان ...الخ .لذلك وصف ابن خلدون هؤلاء الأعراب " الأعراب سلاب نهاب حيث وصلوا وصل الخراب " و جاء وصفهم في مصحف عثمان "إن الأعراب أشد كفرًا و نفاقًا" . و لا علاقة لهؤلاء بعرب الحضارة مثل الوليد بن عبد الملك , المأمون , المقتضى...الخ عقيدة الولاء و البراء عند أعراب اليوم خاصةً أعراب حزب البعث و من على شاكلتهم أسس رؤيتهم غلاة من علماء الأرثوذكس من أمثال قستنطين زريق , ميشيل عفلق , وديع حداد ...الخ هؤلاء هم مهندسو الأنفال و المقابر الجماعية و خطف و تفجير الطائرات و المفخخات و هم أساتذة طغاة الحكام أسلافهم كانوا عملاء روما و بيزنطا و أغلبهم اليوم هم عملاء سايكس بيكو .من خلال قرأتي لوثيقة البراء المنسوبة للقوال سليمان المتضمنة للوعيد و التهديد المفهم بالعفلقية الملامس لخطوط التكفير لفت انتباهي عبارة " من لدننا " هذه مفردة تكفيرية بامتياز لا يمكن أن يستخدمها القوال سليمان الذي عرفته منذ منتصف خمسينات القرن الماضي , و تعرفت عليه عن قرب عام 1972 حيث كان ضيفي في حلب في مشوار الذهاب و العودة لزيارة إيزيدي القفقاس . كنت يومها أستاذًا للتاريخ متخرجًا من جامعة دمشق قبل عامين . و رئيسًا مسؤولا للجنة الإنشاءات بصفتي مالك مؤسسة صناعية . أي كنت قادرًا على قراءة أفكار ضيفي التقدمية الإصلاحية التي رأيته ثابتًا عليها في كل اللقاءات العديدة اللاحقة . إن ظهور مفردة التكفير عند مسؤول في جهاز مكلف بإعادة بناء ملك هدمه تكفير الولاء و البراء . هو مؤشر شؤم يبشر بهدم ما أنجز . كما هو دليل على الطريق الذي سلكه تفجير 1. سامي عبد الرحمن 2. فرنسوا حريري 3. جينوسايد سنجار ...الخ و يشكل هذا برهانًا لتواجد قوة الولاء و البراء و ثقافة الصحراء في أجهزة حكام إقليم كردستان الذين انزعجوا من الحوار المتمدن المثار في بحزاني نت و صفحة حكومة إقليم كردستان و هو موضوع البحث .إن أهم منجزات حركة التحرر الكردستانية خاصةً و الشرق أوسطية عامةً منذ سقوط قلعة شيخ مند في حلب 24.09.1516 م و حتى ستينات القرن الماضي هو ما حققه أبو الحركة الكردستانية المعاصرة المغفور له الملا مصطفى البرزاني ؛ عندما نقل ملف حركة التحرر من روسيا الأرثوذكسية إلى العالم الحر حيث صدرت وثيقة حق تقرير المصير للشعوب. و لائحة حقوق الإنسان فقطع بذلك الأمل كليا من المعسكر الأرثوذكسي الراعي و الداعم لدول الولاء و البراء تاريخيًا . وفق معلوماتنا حدث ذلك بعد لقاء الوداع مع خوروتشوف حيث تأكد بفطرته السليمة استحالة ظهور أي أمل من هذا الباب . بعد ذلك بربع قرن لحق بهذا الاتجاه الرئيس السادات ثم الرئيس عرفات رحمها الله . إن المراحل المصيرية في تاريخ الشعوب تحتاج للحسم ؛ فقبل قرن من الزمن و على أثر انهيار الإمبراطورية العثمانية و زوال حكم آل عثمان الذي حكم بالولاء و البراء التكفيري 400 سنة . شعر قادة الترك أن مهمتهم انتهت1. ساهموا في سقوط الأندلس2. أسقطوا حضارة الشرق3. انتهى بابا روما من بناء العالم الجديد في أمريكا اللاتينية و رتبوا الشرق وفق اتفاقية سايكس بيكو عند ذاك قال كمال أتاترك ما معناه " لن تتبع أمتنا التركية عجوزًا عربيًا خرفًا عاش في صحراء العرب" . وفق هذا التوجه أسس سلطة الأتراك المعاصرة و أوجد للأتراك دورًا في المنطقة لترتيب " الشرق الأوسط المستقر القلق " حراسها الرئيسين: تحالف أعرابي طوراني أخميني بقيادة الأرثوذكس . و كبش فدائها الشعوب الكردستانية السورية التاريخية.ثقافة الولاء و البراء المتجسدة بالأرثوذكسية سقطت قلاعها الواحدة بعد الأخرى منذ 11.09.2003 و كان آخرها استقلال كوسوفو و في هذا السياق سوف تنال كل الشعوب حق تقرير مصيرها. بذلك عهدًا جديدًا في تاريخ البشرية قد ابتدأ يقوده أولئك اللذين هاجروا من الأندلس إلى العالم الجديد و أولئك اللذين طفشوا من مذابح محاكم التفتيش الأوربية و اضطهاد ثقافة "ابن الله".السؤال الكبير ماذا نحن فاعلون ؟: بعد أن نمر على المحاور الأربعة الأخرى و نتلقى ملاحظات المهتمين سنبلور الجواب سويةً قدر المستطاع .
للمزيد راجع
www.syria-dsp.comالحزب الحضاري الديموقراطي السوري /العراقي

الأربعاء، 23 أبريل 2008

عيد نوروز 2620ك

حسو أمريكو
الحضور الكريم كل عام و أنتم بخير .نوروز = اليوم الجديد . الأعياد عامةً في ميديا التاريخية ترتبط بتبدلات الطبيعة ففي يوم 20.03 يتساوى طول الليل و النهار و مع شروق شمس يوم 21 يبدأ النهار بالطول على الليل ؛ فهم هذا كولادة لملاك الشمس و انتصار النور على الظلام. و هذا ثابت في الوثائق منذ الـ3000 ق.م .بهذا المفهوم أعتمد في حضارة أثينا و روما المثرائية كميلاد لمثرا = ملاك الشمس. في القرن الرابع الميلادي بقرار من بابا روما أعتمد تاريخ 25ديسمبر - و هو عيد بلندا عند الأكراد – عيدًا لميلاد السيد المسيح و ألغي رسميًا احتفالات نوروز لكن ذاك طل مستمرًا شعبيًا حتى اليوم .في الشرق الخليفة العباسي المعتضد عام 893م = 281هـ هدم دار الندوة في مكة و حرم الاحتفال بنوروز و ألغاه كعيد رسمي .العبيديون و القرامطة أعادوا الاحتفال به و لمدة أكثر من 600 سنة أعتبر عيدًا رسميًا للدولة عند العبيديين, الفاطميين. الأيوبيين, و مماليك آل أيوب و كل حكومات الأندلس دفعوا فيه راتبًا مضاعفًا لموظفيهم حتى بداية العصر العثماني 1516 حيث بدأ منعه مرةً ثانية . في مصر لازال مستمرًا باسم \"عيد شم النسيم\" و في مدينة حماة السورية باسم \"عيد الربيع\" .في عام 612ق.م أسقط مؤسس ميديا أخسار بن خشو بن دايوكو عاصمة الآشوريين نينوى يوم 21.03.612 ق.م و أعتبر هذا التاريخ بدايةً للتقويم الكردي الحديث هذا العام 2620 ك .العيد يعتبر بداية لاحتفالات جار شما سور = سرصال تستمر الاحتفالات لمدة 40 يوم حتى نهاية نيسان؛ لازال يمارس كذلك في كردستان خاصةً في لالش .هذا العيد هو الأساس لكل أعياد الربيع و كرنفالاته العالمية تمارس تقاليده بأشكال متشابه عالميًا جذورها بدأت من الشرق و قلبه كردستان .في نوروز تورق الأشجار, تتفتح الزهور, ترتدي الطبيعة حلتها الجديدة؛ الأعمى و البصير يشعر أن عامًا جديدًا من عمر الزمن ابتدأ .
فكل عام و أنتم بألف خير الحزب الحضاري الديموقراطي السوريللمزيد راجع صفحتنا :www.syria-dsp.com

المفهوم السوري للتعايش الحضاري من وجهة نظر الإيزيدية

حسو أمريكو
المفهوم السوري للتعايش الحضاري من وجهة نظر الإيزيدية محاضرة ألقيت في دار المحاضر: حسو أمريكو الديموقراطية برلين مسؤول هئية الحوار مع الأديان والحضارات 18-12-2004 رئيس المجلس الإستشاري للتحالف الديموقراطي السوريالسيدات و السادة , الحضور الكرام :بدايةً المقصود بسوريا هنا : هي الأراضي التاريخية التي تمتد من جنوب الزرقا في الأردن جنوبًا حيث تبدأ صحراء العرب إلى سواحل البحر الأسود و القفقاس شمالا , و من الضفة الشرقية لنهر قزل يرمق قرب أنقرة غربًا إلى الحدود الشرقية لكردستان إيران شرقًا . هذه الأراضي هي قلب منطقة حضارية واحدة سميت تاريخيًا بسوريا وفق وثائق لا يرق إلها الشك : الدولة المنانية بين الحدود الغربية و الشرقية المذكورة لأكثر من ألف عام سمت المقاطعات باسم " سوري كاش*1" مقرونةً بمواقعها , منها جاءت الأسماء التالية سورا ماري على الحدود العراقية السورية, جييا سور = حمرين جنوب كركوك , سورا خابور قرب الحسكة , و سورا أفرين قرب عفرين و سوران بين حمص و حماة ,و سور عاصمة الفينيقيين على الساحل السوري ... و من كلمة سور تأتي كلمة سورمري سومري و منها أيضًا إيزيدي سور بمعنى الرجال المقدسون و الإله المقدس ؛ سور كلون يعني أحمر و كمدلول يعني مقدس . رجال الدين في هذه المنطقة الحضارية مسلم , مسيحي , يهودي , إيزيدي , درزي لا زالوا يرتدون القبعات الحمراء هذا شكل تقليدًا كخلفية تاريخية لشيوع الطرابيش و البيريهات الحمراء في هذه المنطقة الحضارية و إمتداداتها . آثار الأم السورية الأولى ظهرت في الأناضول في الألف الثامن قبل الميلاد *2 المدن المذكورة الأخرى ظهرت بين الألف الرابع و الثالث ق.م . عام 64ق.م عندما جاء الرومان إلى هذه المنطقة وجدوها بهذا الإسم فسموها في سجلاتهم :" إقليم ولاية سوريا " *3 و هذا هو الأصل الذي لا زال مستمرًا . الديانة الإيزيدية تستمد إسمها من كلمة أزدا و هي أحد أسماء الجلالة و إيزيدي يعني عابد الله , أقدم أثر للكلمة وردت في المخطوطات السومرية للألف الثالث ق.م *4 و تعني الإنسان المستقيم , الغير ملوث .المفهوم السوري للتعايش الحضاري : في كل الأراضي السورية التاريخية حيث يستقر الإنسان بإمكانه أن يعيش ؛ بسبب توفر شروط الحياة فيها . لهذا السبب الجوهري نشأ هنا نظام " دول المدن " المستقلة الحرة , و المتضامنة ضمن تحالف طوعي يستقر على مبدأ :" خاشي و شايي " أي الإحياء و التعمير , و الأمن و السلام . هذا المبدأ إكتسب مفهوم القداسة فورد في ترتيل ديني يقول :" لديوانا خوداهي خا إي إيلاهي من ديت خاشي و شايي , سري سركا : راستي , إتفاق , أوتباييه " المعنى في ديوان خالقي شاهدت : أن مهمة الإنسان هو الإحياء و التعمير , الأمن و السلام , و رأس كل الأمور : الإستقامة , الصدق , الإتفاق و التضامن . وفق هذا المفهوم الذي أصبح مقدسًا يسقط نهائيًا مبدأ إستخدام العنف و يسود مفهوم :" التراضي و التعايش بين البشر " و ليكسب المبدأ قداسة ورد في ترتيل ديني يقول :" بورا لنكاه بطلي" بمعنى سقوط مبدأ القوة و بطلان ما يتأسس عليه هذه القاعدة تؤسس لقدسية و إحترام خصوصية الأشياء , و حق إرادتها الحرة . حتى دخول الجيش البيزنطي إلى سوريا بقيادة هرقل حوالي عام 628م , و دخول الجيش العربي عام 634م و سقوط نهواند 641م . كانت هذه المفاهيم هي السائدة و كانت العاصمة السياسية للدين السوري في مدينة حمص , في حين كان المركز اللاهوتي للدين السوري في منطقة عفرين مركز جوم التي كانت محجًا يقصده الحجاج من كل صوب و خاصةً من العالم الأوروبي حتى القرن الخامس الميلادي*5 بل الثامن الميلادي ؛ و لقداسة المنطقة فضل الخليفة التقي عمر بن عبد العزيز أن يدفن فيها *6 جوم , ملاطية و عنتاب شمالا و السلسلة الجبلية جنوبًا صمدت أمام العرب حتى عام 705م .جوم كانت تعتبر منطقة حرام يحرم القتل فيها في مفاهيم هذه الحضارة يمنع القتل على وجه الإطلاق إلا إذا1كان خطأً و قد شرعت القوانين السومرية و الميدية و الحثية أن دية القتل الخطأ 60 مينًا من الفضة ثم أصبح لاحقًا 30مينًا " ما يعادل 16 كغ فضة " و قلع العين كان مينًا ثم أصبح20 شيكل *7. خلافًا لمبدأ العين بالعين الصحراوي الحمورابي .السند الديني لهذا المفهوم يتأسس على أن روح الإنسان نفحة إلهية يمنحها الله لمخلوقاته الحرة و لا يحق لغير الله أخذها . و أن لكل شيء في الوجود " خودان " = مدير مسؤول عنه. فعدد الخودان يتسع ليشمل عدد الناس في الأرض و عدد الملائكة في السماء . لكن الخودان الكبار الملائكة كان عددهم في سورا مكاري في الألف الثالث ق.م 25*8 و هم كذلك إلى اليوم عند الإيزيدية 25*9 منهم 7 رئيسيين و أربعة أساسيين هكذا كان في سورا ماري و هو كذلك إلى يومنا . رأس مفهوم الخودان هو رئيس الملائكة . في مكة قبل سقوطها كان العرب يرددون في الطواف :" لبيك ألهم لبيك لا شريك لك إلا شريك تملكه و ما ملك " *10المقصود هنا بالشريك الذي لا يملك و يملكه الله هو رئيس الملائكة . و في حين أن لكل شيء خودان مدير فإن لكل الأشياء خودا خالق واحد . في سورا ماري كان يسمى : دا جان *11 = واهب الروح في حمص عشية الغزو العربي كان يسمى :" إيجان لبال " بمعنى مالك الأرواح*12 في الإيزيدية إله واحد يسمى دا جان و إي جان لبال بمعنى واهب الروح و مالك الأرواح وله ألف اسم و اسم و الإسم الكبير هو خودايا و أزدايا بمعنى أعطى نفسه و خالق كل شيء . خودا تعني الحركة الذاتية التي هي سر الوجود. في الزردشتية لله 101اسم في المحمدية99اسم .في هذا الدين لا توجد عقيدة العصيان و التمرد لا في السماء و لا في الجنة ؛ لذلك لا وجود لقوة الشر و لا وجود لجيش له و لا وجود لأنصار له . الكون يسير وفق سنن ثابته بمنتهى الدقة و لا مجال للعصيان و الخلاف و التمرد . العصيان يحدث عند البشر في الأرض بسبب أهواء النفس الشريرة التي يجب تزكيتها بالعبادة و المجاهدة و تسمى النفس : خنيسيك بمعنى الأناني كما تسمى إي بليز أي اللعب و التردد . و كان زردشت نبي الفرس سمى الدين القديم بـ " دين كرد " و سمى أنصاره بـ " ديه آفييه سناه " و لاحقًا بـ " شيداني سناه " *13 الكلمتان تعنيان 1- محبوا السنن . 2- المتشددون للسنن . و من كلمة الحب و التشدد للسنن أتت تسمية هذا المفهوم " الداسنية " و " الداسنييون " . ومنها يأتي تسمية زاجيري سن = زاجروس *14 و طوري سن = طوروس , وسيناء , و طوري سن في سيناء ... إلخ و الكلمة الأخرى المرادفة لكلمة سن هي نان = قوت الوجود و منها تأتي المنانيية كدولة و المنانييون كشعب الوثائق التاريخية القديمة تسمي الدين السوري هذا بدين كرد و هي نفس التسمية للدين الرسمي للأمبراطورية الساسانية حاول فيروز خسروا الزردشتي أن يبدل الدين الرئيسي للساسان بإنقلاب عسكري لكنه فشل*15 . أحد قواده كان سلمان الفارسي إنتهى به المقام مستشارًا في البلاط النبوي . النساطرة النصارى سموا أنصار دين كرد بـ " دا سنايا " و منها تأتي دهوك الداسنية و جبال داسن و أبو جعفر الداسنسي الثائر على المعتصم عام 833م . التسمية تعبر عن التشدد في الإنتماء إلى سنن الخالق في الخلق و الخليقة القائمة على التعدد و التنوع و التوافق و التضامن و الثبات الرافض لعقيدة التمرد و العصيان و اللعب و التهرب من مسؤولية إدارة كل لأشياءه .بتاريخ 10 نيسان 1855 قدم الدكتور بيتش من الجمعية السورية , المصرية , اللندنية ,تقريرًا إستنادًا إلى نصوص قديمة مأخوذة من المتحف البريطاني تذكر دور رئيس الملائكة .وقدم الباحث الأثري المشهور هنري لايارد صورةً لسنجق رئيس الملائكة مقتبس من جسم حجري تاريخي إكتشفه لايارد بنفسه في بابل *16. و بتاريخ 4-7-2001 قدم كاتب هذه المحاضرة صورة لسنجق رئيس الملائكة مأخوذ عن ختم إسطواني لمعبد سورا ماري تاريخه 2500ق.م إلى ملتقى الكتاب الإيزيديين في أولدانبوك ألمانيا مأخوذة من متحف حلب .سنجق رئيس الملائكة عبارة عن عامود نحاسي ذو عدة مرافق يعلوه صورة حمامة , أو دائرة , أو صليب أو ديك , أو هلال ... توضع فوق المعابد , الأكوار , الجوامع , الكنائس . و هو رمز لنزول الروح إلى الأرض . السنجق الأصلي هو حتى الآن سنجق سورا ماري و هو بنفس الشكل و المدلول اليوم متداول عند الإيزيدية .2في ظل هذا المفهوم السوري للتعايش كان كل المؤمنين يتعبدون جنبًا إلى جنب في البيت الحرام في مكة و في كل بيوت العبادة يوم ذاك . و كان سعد بن عبادة المسيحي أخًا في الرضاعة لكعب بن أشرف اليهودي و كانت العلاقات حميمية بين كل الأديان . و يوم طردت بيزنطة المسيحيين النساطرة من أراضيها حماهم و حواهم كسرى الساسان فيروز و أعطاهم منطقة ماردين ليعيشوا فيها بسلام و يتعبدوا كيفما شاؤوا .و يوم إسترد سيف بن ذي يزن ملك اليهود في اليمن هنأه عبد المطلب على رأس وفد من مكة , و كان لليهود في جزيرة العرب عدة مستعمرات أهمها : 1- تيماء 2- فدك 3- خيبر 4- وادي القرى 5- يثرب و كانت الأديان و المذاهب تعيش بتآخي ؛ لأن المؤمن يقيم بمدى : 1- تزكية النفس 2- الإحياءو التعمير 3- الأمن 4- السلامة والسعادة .يوم ودع الخليفة أبو بكر الجيش العربي المتجه لإستلام سوريا من هرقل بقيادة يزيد بن أبي سفيان و مساعده ربيعة بن عامر قال لهما :" ستمرون على قوم في الصوامع رهبان يزعمون أنهم ترهبوا في الله فدعوهم و لا تهدموا صوامعهم . و ستجدون قومًا آخرين من حزب : - نورد الكلمة كما وردت فناقل الكفر ليس كافرًا من حزب " الشيطان" كرديًا الكلمة المرادفة هي خنيسيك أو إي بليز- فأعلوهم بسيوفكم و صافح ربيعة بن عامر و قال يا عامر أظهر شجاعتك على بني الأصفر "*17 . عندما إتصل الخبر الملك هرقل جمع بطارقته في عسكره و قال لهم يا بني الأصفر إن دولتكم قد عزمت على الإنهزام , و لقد كنتم تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر ..." ص4 المصدر السابق . قال :" فساروا بالخبر إلى الملك هرقل فلما سمع ذلك جمع أرباب دولته و بطارقته و أعلمهم بالحديث الذي جرى و قال : يا بني الأصفر هذا الذي كنت حذرتكم منه قديمًا و إن أصحاب هذا النبي لا بدأن تملك ما تحت سريري و قد قرب الموعد ... "ص9 المصدر السابق.وفق النص: يتفق أبو بكر و هرقل على تسمية الشعب السوري ببني الأصفر ؛ لأن رايتهم صفراء تيمنًا بالشمس و هي راية صلاح الدين فيما بعد و هي راية سومرية وفق فليب حتى عليها نسر . و صفهم محتلهم هرقل :" كنتم تإمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر . نرجح أن الآية القرآنية القائلة كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر قصدت أبناء الحضارة السورية يوم ذاك . أما تهمة إي بليز التي أطلقها عليهم أبو بكر مرجعها قصة عدم سجود رئيس الملائكة لآدم التي وردت في دين الملة المحمدية ؛ و هذه القصة عدا ما ورد عنها في القرآن لا سند لها في تاريخ اللاهوت : فلم ترد في تراتيل إيزيدا و نابوا السومرية البابلية , و لم ترد في تراتيل أخناتون الفرعونية التوحيدية , و لم ترد في فيدا الهنود , و لم تردفي أفيستا زردشت , و لا في التوراة و التلمود و لا في مزامير داوود و سليمان و لم ترد في أناجيل عيسى بن مريم الأربعة ؛ لذلك قال عنها ابن المقفع " إنها من إختراعات العرب *18. أما قصة العصيان : كذلك لم ترد في أصل علم اللاهوت : في التوراة أصلا ورد أن الخير و الشر من مصدر واحد وفق أشعيا 45 , 6 :26 . و كذلك كان في دين الإغريق و الرومان القديم , و هو كذلك عند الإيزيدية . وفق دائرة المعارف اليهودية فيما بعد في القرن الأول ق.م أخذت اليهودية خصائص كثيرة من الثنوية .ص4 البرج . فأوردت عزازيل كنوع من الجن و في سفر أيوب و ذكريا : 1- 6- 12- و 3- 1- 2 -13 يقاوم إرادة ربه . الإنجيل فيما بعد رسمته كقوة للشر و هو رئيس رتبة من الأرواح النجسة 12-24 متى . في القرآن إرتبط برفض الصلاة لآدم و شخص كقائد للشر له قواده عبر العالم . دائرة المعارف البريطانيية تقول :" يميل اللاهوت المسيحي الليبيرالي إلى الإعتبار أن لغة الكتاب المقدس المتعلقة بـ" الشيطان " هي تصويرية و لا يجب فهمها حرفيًا -هي محاولة خرافية للتعبير عن واقع و نطاق الشر في الكون "ص6البرج . في نفس المرجع البروتستانتية الليبيرالية العصرية تميل إلى إنكار ضرورة الإيمان بوجود إبليس ككائن له شخصيته " ص6البرج هكذا نرى أن الفكر اللاهوتي العالمي يعود ليلتقي مع الرؤية اللاهوتية للدين السوري الأصيل دين نوح و إبراهيم بعد أن دار أكثر من 2000سنة .في كل الأديان ما هو دين هو لله أما ما هو حضاري عادةً يؤسس منهجًا للتفكير و هو الذي يساهم في نهوض الأمة أو يسبب سقوطها . الجانب الحضاري في الدين السوري مثله حضاريًا الحضارة السومرية3و الحثية , و الحورية , و الفينيقية , و الحضارة البابلية في مراحلها الاولى , و البابلية في الدولة الحديثة في أغلب مراحلها , و الحضارة الميدية وأخيرًا الحضارة الساسانية التي كانت هي الأولى في العالم بجامعاتها الأربعة المشهورة 1- خوزستان 2- شاهبور 3- حران 4- جنديريس كانت تضم خيرة علماء العالم و فيها كان يدرس علم الذرة , من خوزستان تخرج ابن كندي طبيبًا أيام دعوة الرسول محمد . و في حران أحفاد قسم الكيمياء - آل قرة - خرج تلميذهم جابر بن حيان قبل أكثر من 1200 سنة ليقول بإمكانية تجزئة الذرة محذرًا أن تجزأتها ستولد قوة تفجيرية تدمر مدينة مثل بغداد . و في جنديريس العريقة درس أريسطو و قبله فيثاغورس علومهم *21 .و يوم كان مركز الدين السوري السياسي في حمص خرج من حمص 3 أباطرة حكموا روما أحدهم " باسيان " نقل من حمص الحجر المربع رمز التوحيد إلى روما عام 220م في موكب مهيب و هو ابن سلالة من الملوك الشمسانيين حكموا وسط سوريا لأكثر من ألف سنة .*22.و من طور عابدين خرج بالوس إمبراطورًا لينشر اسم سوريا المقدسة عالميًا .الأمويون الذين إستلموا سورية .الأدلة تؤكد أنهم لم يتخلوا عن ديانتهم الشمسانية ؛ و لهذا السبب لم يصطدموا مع نسق القيم للحضارة السورية ,و هذا يفسر سر إستقرار سوريا في العهد الأموي , و سبب إنتصارهم على خصومهم , و مبرر إنتشار الفتوحات في العصر الأموي . و كمثال : الجيش الأموي الفاتح للأندلس تشكل من أهل حوران و دمشق الذين إستقروا في لشبونه , و أهل حمص و حماه اللذين إستقروا في أشبيليه , أهل حلب و عفرين - جوم - و سلسلة جبال الزاوية و العلويين إضافةً لأهل ديار بكر و حران إستقروا في قرطبة و غرناطة و فيهما تعزز و جودهم بأربعين ألف مقاتل دخلوا مع عبد الرحمن الداخل بأمر من خاله عبد الرحمن بن رستم مؤسس مدينة تاهرت في الجزائر *23. أغلبهم كانوا من عشيرتي " لوين و بادين " الكرديتين وفق ابن خلدون و الدراسات إستقدمهم عبد الرحمن بن رستم من عشائره من مناطق ديار بكر *24هؤلاء هم من أسسوا حضارة الأندلس التوحيدية و كانوا قادة الحملات الإستكشافية قبل سقوطهم بأكثر من عقد ,و هم اول من وصلوا إلى العالم الجديد و أعطوه التسمية الحالية " أمريكا" . يوم سقوط الأندلس غادروا إلى العالم الجديد بأساطيلهم و سفنهم التي أغرق أحداها الأعداء و على متنها 200شيخ و إمرأة و طفل و هذه شاهدة على حالة الهروب . حملوا معهم خبراتهم , و معداتهم و أموالهم , و هم يومها أهل البلاد و الإمكانيات و هاجروا بها . و هذه الهجرة سميت " حملة الميلوجين " الكلمة تعني: سكان حوض الفرات . حطت الحملة في سواحل جبال تبستي فرجينيا - أمريكا الوسطى - أواخر عام 1491م ؛ لأن إتفاقية تسليم غرناطة و قعت بتاريخ 25 نوفمبر تشرين الثاني 1491 نصت على تسليم غرناطة بعد 60 يوم لذلك كان على الحملة أن تسير فورًا هذه الحملة هي التي سمت الأراضي الجديدة بأمريكا نسبةً لأحد علمائها أمريكو إش بوشي =المتفرغ للعمل ؛ و فشلت التسميات الأخرى مثل " إسبانيولا" ا التي سماها كولومبوس و" نيو إنكلند" التي سمتها بريطانيا العظمى . هؤلاء السوريون هم الشريك الأكثر حظًا و مساهمةً في تأسيس الحضارة الأمريكية ؛ لأنهم الأقوى و الأغنى و الأعلم . و منهم ينحدر الرئيس الأمريكي أبراهام لينكولن محرر العبيد و كذلك ملك الروك إلفيس بروسلي وفق دراسة للدكتور كندي الأمريكي لكن هذا يحتاج لبحث أكثر كثافةً . يوم حطت الحملة في أمريكا كان كولومبوس لا يزال يبحث عن ممولين لحملته التي حددها بثلاثة سفن و بتاريخ 3آب 1492 بدأت حملته أي بعد وصول الميلونجين بأكثر من 8 أشهر . الحملة الأولى لكولومبوس توقفت في جزيرة في أمريكا اللاتينية سماها كولومبوس بـ " إسبانيولا " و في الحملة الثانية حزيران 1494 توقفت في أمريكا اللاتينية أيضًا و إكتشف جزيرة سماها " إيزابيلا " و في الحملة الثالثة و صل إلى فنزاويلا و سماها " راح أحي " = جنات عدن . تشرين الثاني 1504 عاد إلى إسبانيا بعد أن تحطمت سفنه الرئيسية في جمايكا . 20 أيار 1506 توفى كولومبوس في إسبانيا . وفقًا لوثائقة . عليه إن القول أن كولومبوس هو مكتشف أمريكا و هو من أطلق عليها الإسم ؛ لا يستند إلى الحقائق الموضوعية ؛ و هي قرصنة لمنجزات الحضارة السورية السومرية التي لا نزال نفتقر إلى معرفة كل منجازاتها الحضارية . و هذا ما يجب أن نجعله موضوع بحثنا بشكل علمي و منهجي و موضوعي.4في الشرق الأوسط إلى جانب سوريا الحضارية توجد مناطق حضارية أخرى تمثل حضارة الصحراء مثل : 1- صحراء العرب في جزيرة العرب 2- الصحراء الفارسية على الضفة الشرقية لمياه الخليج حيث سكن العيلاميون أجداد الفرس . 3- الصحراء الطورانية التركية في سهوب تيان شيان على الحدود الصينية . شروط الحياة في الصحراءتتوفر في الواحات التي تسيطر عليها أكثر القبائل قوةً . هذه الواحات سرعان ما تضيق بأهلها فيتقاتلون عليها ؛ في حين هي موضع قتال مع القبائل الأخرى في هذه البيئة الحضارية لكي تعيش قبيلة ما يجب أن تموت الأخرى أو تنتفي من الأرض , أو تترتب في خدمة المنتصر . في هذا الواقع نشأت ثقافة مشروعية مفهوم الغزو و الترتيب , و ترسخت قدسية مفهوم القتل و القتال عبر أحاديث و آيات إكتسبت درجة القداسة . بموجب تلك القداسة أسست هذه القبائل سلطتها عبر برك الدماء و أشلاء الجثث. تاريخيًا هكذا فعل سرجون الأكادي في سورا ماري عام 2371 ق.م *25 و هكذا فعل حمو رابي أيضًا في إيسن و لارسيا وفي سورا ماري أيضًا بين عامين 1758 - 1756 ق.م *26 هدم المدينة بكاملها و حرقها كذلك فعل إبنه سمسو إيلو في حاضرة السومريين حرقها عام 1749ق.م بنفس المشروعية المقدسة ذبح الرسول محمد بين 400 و 900 أسير في غزوة بني قريظة *27 و بنفس المشروعية شكل أبو بكر إحدى عشر جيشًا بلا رواتب إلا ما يغنموه من أعدائهم في حروب الردة *28 و هكذا قتل خالد بن الوليد يوم 10 صفر 632م 70 ألف أسير ساساني بعد معركة أليس على الفرات *29 كذلك فعل العيلاميون في إيسن و لارسيا السومرية حوالي عام 1560ق.م . على هذه الأرضية الثقافية إستقدم العباسيون الأتراك من حدود الصين أيام المعتصم 833م عبيدًا ,و أيام القائم بأمر الله عام 1055 أمراء و قادة ؛ ليكونوا عونًا لهم على أهل البلاد ففتح هذا الباب أمام التاتار ليتدفقوا من جنكيزخان و تيمور لنك و هولاكو الذي إستقدمه العباسيون بتنسيق بين الخليفة المستعصم و وزيرة العلقمي. و الأرحم العثمانيون الذين بنوا أبراج من رؤوس البشر في البلقان أبدعوا في ثقافة القتل فاخترعوا طريقة الخازوق .على الأراضي السورية التاريخية إلتقت ثلاث حضارات صحراوية فتقاتلوا و قتلوا و بقوا يتقاتلون حتى إنتصر العثمانيون عبر التحالف السني الذي قاده سليم الأول و حليفه الكردي أدريس البدليسي و العربي خير بيك في معركة مرج دابق 1516م ؛ و لتأمين إستمرار هذا الإنتصار ألغى العثمانيون نظام التعليم السوري السومري التاريخي الذي حافظ عليه الموحدون و كرسه الأيوبيون و المماليك عبر المدارس المنهجية التي أسسوها و التي كان فيها الطالب يدرس 12مادة علمية الدين و الدين المقارن واحدة منها إذا إجتازها الطالب نال تسمية " عالم منتهي "*30 هذا النظام حافظ على تفوق الشرق رغم النكبات حتى معركة مرج دابق بعد ذلك إستبدل العثمانيون نظام التعليم السوري بنظام الكتاتيب الذي يدرس " جزء عمه " و " جزء ياسين" و المصحف الإمام و أحاديث الرسول خاصةً تلك التي تحرض على مبدأ الولاء و البراء و تدفع إلى طاعة أولي الأمر . و شن العثمانيون حربًا لا هوادة فيها ضد الموحدين و تراثهم .حوالي عام 1020 زار الرحالة السوري ناصر خسروا معملا للورق في طرابلس الشام و ذكر الأنواع و الكميات المنتجة فيه في كتابه" سفر نامة " بإعجاب هذا التطور إستمر عبر الموحدين و الأيوبيين و مماليكهم حتى سقطوا في مرج دابق ؛ في حين أن أول معمل للورق في أوروبا أنشأ في بريطانيا القرن 16. هكذا كان الشرق متفوقًا على أوروبا و العالم بأكثرمن 500 سنة عشية دخول العثمانيين إلى سوريا و يوم خرجوا منها عام 1918 بعد 400 سنة كان الغرب متفوقًا علينا أكثر من 500 سنة . و لا زلنا نحاول أن نخرج من وهدة التخلف التي رمانا فيها العثمانيون و كل ما يجرى لنا و حولنا هو من نتائج ثقافة حضارة الصحراء التي كرثها العثمانيون .حزب البعث الحاكم في سوريا مؤسس على فكر و ثقافة الصحراء في قيمه الطغيانية و إقتصادة المافوي و هو أصل البلاء الذي سقط في العراق البعث السوري لا زال يحلم بإحيائه مستخدمًا كافة الإمكانيات المتاحة له مستفيدًا من تحالفه الطغياني مع الطورانية و الأخمينية حلفاء حضارة الصحراء . فما هو السبيل من الخروج من هذا المأزق ؟نرى الحل في الرجوع إلى القيم الحضارية السورية التاريخية و ما نحتاجه اليوم ليس تبديل سلفية دينية بسلفية دينية اخرى فالدين لله و لا بتبديل 5قومية بقومية أخرى . إن ما نحتاجه اليوم هو إحياء مشروع حضاري يحمل روح الثقافة و الحضارة السورية و يتواكب مع روح العصر و يتحالف مع العالم المتحضر و الديموقراطي لإعادة بناء المدرسة الحضارية السورية التي تعتبر خصوصية الأشياء مقدسة بندية و يتفق فيها كل المخلصون و يتضامنوا لإنجاح مشروعهم الحضاري : في مناهج لـ 1- تزكية النفوس " فقد أفلح من زكاها . 2- العمل التضامني لأجل الإحياء و التعمير وفق مشاريع منهجية عملية . تتوافق مع إشاعة الأمن و السلام و ثقافتهما . 3- إعادة تجديد النظام الإقتصادي السوري السومري" بالا " بإسلوب عصري و تحرير الإقتصاد من سطوة الحاكم و بؤر المافيا الداعمة له. 4-إعادة إحياء النظام الإجتماعي السوري السومري التاريخي نظام العدل= نفينا و المساواة = نفيسيسا بآليات عصرية . 5- إيجاد آليات لتداول السلطة سلميًا عبر صناديق الإنتخابات بإسلوب يحاكي ارقى الأمم . 6- إنشاء محكمة عليا لتحاكم الفاسدين و مستغلي السلطة و أي موظف أو حاكم ينحاز لعرق دون الآخر أو لمذهب دون المذاهب .7- إعتماد مبدأي الفصل بين السلطات و الفدرالية في الإدارة . 8- العمل بمفهوم الكفاءات من أجل سوريا خاليةً من الفقر و الطغيان : السكن , الغذاء, العلم , الدواء , الأمن , السعادة لكل من لها و عليها بدون تمييز .و إلى ذلك اليوم نحيا و نعمل و نموت و الله من وراء القصد خير الشاهدين . حسو أمريكو.مصادر البحث : *1: ص 169 ميديا ا. م ديا كونوف ترجمة وهيبة شوكة دمشق. *2: ص46 لغز عشتار الألوهية المؤنثة , فيراس السواح ط 7 دمشق 200 . *3: ص8 سوريا مدن و حضارات ك. ماتييف , آ سزانوف ترجمة الجهماني ط1 دمشق 2001 . *4: ص131 مجلة روج العدد 6 ألمانيا بحث عن خبراء الآثار و اللغات السومرية علماء ألمان . *5: ص 40 قلعة سمعان , د. شوقي شعث حلب 1991 . *6: ص 127 المجلد الخامس , ياقوت الحموي . ص39 قلعة حلب المصدر السابق. *7: ص 286 معالم حضارات العالم القديم د.نعيم فرح 1973 دمشق. *8: ص48 سوريا مدن و حضارات المصدر السابق . *9: ص158-159 نحو معرفة حقيقة الديانة الإيزيدية , د. خليل جندي ألمانيا 1992 . *10- ص49 فقه السيرة , د. محمد سعيد رمضان البوطي.*11- ص46 سوريا مدن و حضارات المصدر السابق . *12: ص97 دين الإنسان , فيراس السواح ط2 دمشق 1994 . *13: ص 89 مجلة روج مصدر سابق نقلا عن أفيستا زردشت . *14: راجع كتاب الأكراد للبريفيسور ميرداد واشنطن 1993 . *15: راجع كتاب ساعة ولد الهدى لأحمد توفيق . *16: ص8 دراسات حول الأكراد د. ليرخ حلب 1994 . *17: ص4-9 الفتوحات الإسلامية فتوح الشام للواقدي للشيخ عبد الله الشرقاوي ج1 بيروت . *18: إقرأ كتاب ميثيولوجيا العرب د. يحيى الخشاب بيروت . *19: ص4 دائرة المعارف اليهودية , نقلا عن مجلة البرج ألمانيا . *20: ص6 دائرة المعارف البريطانيا نقلا عن البرج ألمانيا . *21: ص359 ميديا ديا كونوف مصدر سابق . *22: ص100 دين الإنسان مصدر سابق . *23: ص200 الدولة الرستمية الدراسات الإجتماعية وزارة التربية مسقط1994 و ص 190 أهل حمص في أشبيليا إستقبلوا عبد الرحمن الداخل بترحاب . *24: ص369 تاريخ الكرد و كردستان أمين زكي ترجمة على عوني نقلا عن ابن خلدون : ديوان المبتدأ و الخبر في أخبار العرب و العجم و البربر . *25: ص101 د.عيد مرعي تاريخ بلاد الرافدين دمشق . *26: ص24 سوريا مدن و حضارات مصدر سابق . *27: ص 2094 جمع الجوامع للسيوطي مطبعة العلوم الإسلامية 2. السيرة لإبن هشام 3/351 , و طبقات بن سعد 2/81 , السيرة لابن كثير ج3 ص239 . *28: ص 83 الدراسات الإجتماعية مسقط 1994 مصدر سابق . *29: ص137-138 أبو بكر د. حسنين هيكل وزارة التربية أبوظبي 1992 . 2 . ص389 مجلد 2 الكامل لابن كثير بيروت 3. 1995. أحمد زينة دحلان إمام مكة الفتوحات القاهرة 1968 . *30:ص173 في سبيل كردستان , زنار سلوبي دار الكتاب بيروت و - المفكر الكردي المشهور المرحوم رفيق حلمي بيك في كتابة مراحل من تاريخ القضية الكردية ص48- .