الخميس، 1 مايو 2008

قول على قول 1 /5

حسو امريكو
الأعزاء قراء بحزاني نت الكرام و أولي الشأن و الاهتمام الأفاضل :
بعد أن شبع من النقاش أو يكاد موضوع الحوار "كردستان الحاضرة الغائبة إيزيديًا." أرى من الصواب أن تتلخص محاور ما دار حوله الحديث؛ لتأخذ لمساتها القريبة من الأخيرة شكلا و مضمونًا كما يراها كل منا لتحديد محاور البحث؛ فتتعمق و تتسع و تغني و تفيد . بكلام موضوعي دقيق, محرر من شطحات التنميق الذي يشبه الشعر و ليس شعرًا . كلام موضوعي دقيق, مسؤول يعني ما يقول له قدرة البرهان. يبحث ضمن محاور عن الحقائق و لا يدافع عن المواقع. هذه المحاور كما أراها هي :
عقيدة البراء . 2. المثقف الإيزيدي. 3. ماهية الإيزيدية ! 4. التاريخ و الطلسم. 5. ما العمل ؟. عقيدة البراء:التي كتب نص منها منسوب للقوال سليمان . و نص آخر منسوب لأخوتي في حلب اكتتبها لهم بعض من رجال الأمن البعثي الحاكم في سوريا. الشطر الأول من هذه العقيدة هي " الولاء " و بشطريها هي " الولاء و البراء " و هذه عقيدة أساسية في ثقافة "ابن الله " و ثقافة " رسول الله " و جل أثارهما اللاحقة . في شكلها و مضمونها الأخير هي صياغة لغلاة الآشوريين بزعامة أميرهم أبجر في منطقة حران , حيث لجئوا إليها إثر سقوط أشور خريف 613ق.م و سقوط نينوى 21.03.612ق.م . لكون حران منطقة محرمة لا يجوز القتل فيها . الآشوريون المهزومون استقروا هنا كقبيلة ضمن بحر من القبائل الكورمانجية الميدية عريقة التكوين و التواجد هنا. الأمير أبجر " تبرأ" من الديانة الروآدية الشمسانية و منح ولاءه المطلق للسيد المسيح خلال دعوته لثلاث سنوات انتهت بموته المأساوي على العامود بعد محاكمته أصولا. وفق المصادر المسيحية الأصلية . عقيدة " الولاء و البراء" هي أحد المبادئ المهمة في حضارة الصحراء جذرها الأعمق يعود لسرجون الأكادي 2371/2350 ق.م وفقها بنى سرجون أول حكم مركزي شمولي استبدادي في ميزوبوتاميا؛ شكى منه سدنة المعابد السومرية السبعة إلى ملوك الجبال " السموقان " فأنهاه السموقيون بقيادة " أمبي"و قصروا حكم سرجون على " أكاد " ضمن اتحاد دول المدن , و الأقاليم السومرية – آخرها كان إقليم " مركه " و إقليم " خاه بور " –عام 2350 أنشأ السموقيون حكمًا لا مركزيًا اتحاديًا, تداوليًا للسلطة لكل 6 سنوات تناوب عليه 19ملكًا عدا إين ماك باش الذي مات قبل إنهاء مدته؛ فتأسس بذلك أسس العصر الذهبي للحضارة السومرية . لاهوتيًا تعتمد مبدأ الخالق = خودا = رئيس مجمع " دكو " هو الحق المطلق , و الخودان = المسؤول النسبي عن إدارة الأشياء . بالمناسبة عدد الخودان الرئيسيين وفق وثائق سورا ماري السومرية لعام 2650ق.م كان 25 خودانًا و هم كذلك اليوم عند الإيزيدية؛ يتسع مفهوم الخودان ليشمل كل كائن عاقل صاحب إرادة و مسؤولية , و يتقلص لينتهي برئيس الملائكة للـ7 الكبار بصفته المخلوق الأول للخالق لإدارة الكون , و تعميره , و إشاعة الأمن و السلام فيه. خاتم معبده في سورا ماري كان سنجق رئيس الملائكة المعتمد بنفس الشكل عند الإيزيدية اليوم صورته الأصلية موجودة في متحف حلب اليوم و لدينا صورة أصلية عنها . في المنظور الديني الروآدي لا يوجد بين الخالق و المخلوق وسيط بشري, و لا وجود لعقيدة العصيان في هذه الرؤية, بل يوجد أحيانًا خواص من البشر لهم كراماتهم النسبية هم أهل الله " كوشاك " يحترمون في حياتهم لكن لا يتبعون ؛ فالتبعية للخالق وحده حرية , و التبعية للعبد عبودية وفق عقيدة التوحيد . القدسية للإنسان , و المكانة بالقدرة و العطاء التي تبنى في " خاه كاهات " بالعقل , بالحكمة, المهن و الاختصاص , تأسيس الأسر , إشاعة التآخي في المجتمع و للتآخي في هذه الرؤية 5 أشكال1. بالرضاعة2. بالتبني3. بالكرافة4. اخوة الفروسية5. اخوة الآخرة .عقيدة الولاء و البراء في ثقافة" ابن الله " و " رسول الله " عكس ذلك . حددت في الأولى مفهوم الثالوث و في الثانية الشروط الخمسة للإيمان , و الإسلام . و منحت ذلك الولاء المطلق و تبرأت من كل شيء عداه بالمطلق و عادته ففي مجال التآخي مثلا لا يعترف ثقافة رسول الله إلا بالتآخي عن طريق العصبية والتوالد . ثقافة الولاء و البراء اعتمدت الحكم المركزي , و منحت القدسية لرموزها و نصوصها و ألغ العقل أمام النص و الرموز و اعتبر كل ما سبق الأول " وثني " و ما سبق الثاني " جاهلي" و فرض المركز الحاكم مالكًا للبلاد و العباد و الرمز فيه ممثل للخالق على الأرض و هو المخلص في الآخر و ألغى التنوع و التعدد و سعى لفرض اللون و الطعم الواحد؛ مؤمنًا بعقيدة العصيان في السماء ؛ لكي يطبقها على الأرض لينفي معارضيه من الوجود كما نفا الله الإبليس المزعوم . وفق ذلك أصبح عيسى بن مريم " ابنًا لله " يحكم في بيت أبيه . هو " الطريق و الحق و الحياة " وهو ملكوت الله , الملك المعين من الله بين البشر لا يذهب أحد لأبيه إلا به . هذا المفهوم المركزي جدًا حضاريًا شكل محور مفهوم الولاء له و البراء من سواه بالمطلق . هذه الرؤية عندما دخلت روما و أثينا عام 325 سقطت حضارتهما المثرائية = الشمسانية و انتهت بمحاكم التفتيش التي سفكت الدماء أنهارًا . لكنها لم تستطع إسقاط حضارة الشرق لتصادم هذا المفهوم مع عقيدة التوحيد الشمسانية التي " تنفي الشرك" و تحدد الحق المطلق بالخالق و كل ما عداه نسبي . و لم تسطع ثقافة ابن الله إعادة تأسيس ملك للآشوريين – مع الإقرار بحقهم بحكم أنفسهم حيث يشكلوا أكثرية كما فعل " أمبي" .مرةً أخرى سعيًا للملك طور غولاة الأرثوذكس عقيدة الولاء و البراء في إنجيل خاص " إنجيل برنايا " الذي أسس لنشوء محاكم تفتيش لا تحتاج إلى هيئات قضائية و لا إلى سلك لاهوتي كهنوتي . بل إلى أفراد يؤمنون بها بالمطلق و يتبرؤن من كل ما عداه بالمطلق و يكفرون من خالفهم فيستباح دمه , ماله و عرضه و يتحول المؤمن إلى سفاح في أي لحظة . أقحموا هذه الرؤية في مضمون آيات بعينها تتناوب بين الناسح و المنسوخ , و أحاديث تتراوح بين الثابت الصحيح و الضعيف . جمع فحواها لجنة شكلها عثمان بن عفان في مصحف . حرق ما عداه من المصاحف . أكدت اللجنة امتلاك هذا المصحف للحقيقة المطلقة , لا يأتيه الباطل ؛ كما هو مؤسس في إنجيل برنابا أساتذتها نفر من الرهبان رئيسهم مطرود من الكنيسة الرسمية . هذه الدعوة مدعومة بإمبراطور حبشه الأرثوذكسي النجاشي و قائد قوات بيزنطا الشرقية في سوريا التي احتلت منه عام 628م " هرقل " . مصحف عثمان ركز بشكل كثيف على مبدأ "الولاء و البراء " مستخدمًا 7446 كلمة و جملة تدعو لكره المخالف منها 599 كلمة مشرك و كافر و 107 مرات تناولت عقيدة العصيان و الإبليس و 51 مرة تناولت بني إسرائيل ؛ المصحف عكس عصره و هو عصر الردة و رمزية الدلالة في الأرقام 7+1 =8 أي نجمة إبراهيم و 5+1=6 نجمة داود و قد ذكر اليهود بالاسم و أهل التوحيد الأحناف ذكرهم تحت اسم المشركون لكون الألوهية عندهم مفهومها خودا و خودان و لا وجود للعصيان (ابليس) و هو دين إبراهيم و رمز لقصة العصيان رأس مفهوم الخودان أي رئيس الملائكة إلى جانب ذلك تضمنت آيات من صحيح صحف إبراهيم تتعارض مع التوجه العام للمصحف المذكر " لا إكراه في الدين " . " ليس للإنسان إلا ما سعى" 39 " و إنه هو أضحك و أبكى "43 " و أنه هو أمات و أحيا "44 سورة النجم . و ذكره " إن الذين قالوا رينا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم و لا هم يحزنون " 13 الأحقاف . إن و جو د 7446 كلمة و جملة تدفع لكره المخالف إلى جانب آيات من صحيح صحف إبراهيم تتلى بترتيل لاهوتي ممتاز ؛ المؤمن بها مكلف بتقويم المنكر وفق الحديث الثابت " من رأى منكم منكرًا فليقومه بسيفه , إن لم يستطع بلسانه , إن لم يستطع بقلبه و هو أضعف الإيمان " هذا إلى جانب جنات و خلود يصعب وصفها حتى في الأحلام كل هذا أسس لمحاكم تفتيش متجولة تزرع الدمار حيث تتواجد في كل شوارع العالم يمكن تفعيلها وفق الطلب ؛ و هذا شأن حضاري يتمحور حول ثقافة " الولاء و البراء " الأرثوذكسية هدفها هدم ملك المخالف يبدأ و لا ينتهي و لا علاقة لهذا التوجه بأي دين و لا بأي نبوة هي رؤية لحضارة الصحراء ذات اللون الواحد تنفي التنوع يعبر عنها بأشكال مختلفة أهمها السلفية الدينية ذات الفكر الضال, و العصبية العروبية المتشنجة و هما وجهان لعملة واحدة طورها الرهبان الأرثوذكس بحيث لا يحتاج إلى هيئات قضائية و لا إلى سلك كهنوتي و درجات لاهوتية عليا لتقرر نفي المخالف من الوجود . الرسول الكريم محمد بن عبد الله منع جمع الآيات و الصحف في مصحف واحد حتى ذلك المصحف الذي قدمه على بن أبي طالب له رفض اعتماده و منع نشره كما منع و حذر الإقتداء به في سياق الآيات المتضمنة للقتل و النفي لآخر و التي مارسها الرسول عبر 65 عمل عسكري في العشر سنوات الأخيرة من دعوته؛ باعتبار أن هذا العمل خصوصية له و هو ينفذها بالوحي " يسمح له و لا يسمح لسواه " و الرسول محمد هو من هو : رفع شانه بحيث لا يذكر الله إلا يذكر معه . و هو دون كل البشر و الملائكة : الله و ملائكته يصلون عليه وفق مصحف عثمان لم يقل بتعميم القتل و منعه بكلمات واضحة . لكن الأعراب المكلفين بهذه المهمة وفق الآية 16 من سورة الفتح المشار إليها سابقًا تجاوزا كل الخطوط الحمراء ؛ مستهدفين وفق تفسير ابن كثير1. " البارزون الأكراد"2. اليهود ثم باقي الشعوب السورية الأصلية مثل الشركس و السريان ...الخ .لذلك وصف ابن خلدون هؤلاء الأعراب " الأعراب سلاب نهاب حيث وصلوا وصل الخراب " و جاء وصفهم في مصحف عثمان "إن الأعراب أشد كفرًا و نفاقًا" . و لا علاقة لهؤلاء بعرب الحضارة مثل الوليد بن عبد الملك , المأمون , المقتضى...الخ عقيدة الولاء و البراء عند أعراب اليوم خاصةً أعراب حزب البعث و من على شاكلتهم أسس رؤيتهم غلاة من علماء الأرثوذكس من أمثال قستنطين زريق , ميشيل عفلق , وديع حداد ...الخ هؤلاء هم مهندسو الأنفال و المقابر الجماعية و خطف و تفجير الطائرات و المفخخات و هم أساتذة طغاة الحكام أسلافهم كانوا عملاء روما و بيزنطا و أغلبهم اليوم هم عملاء سايكس بيكو .من خلال قرأتي لوثيقة البراء المنسوبة للقوال سليمان المتضمنة للوعيد و التهديد المفهم بالعفلقية الملامس لخطوط التكفير لفت انتباهي عبارة " من لدننا " هذه مفردة تكفيرية بامتياز لا يمكن أن يستخدمها القوال سليمان الذي عرفته منذ منتصف خمسينات القرن الماضي , و تعرفت عليه عن قرب عام 1972 حيث كان ضيفي في حلب في مشوار الذهاب و العودة لزيارة إيزيدي القفقاس . كنت يومها أستاذًا للتاريخ متخرجًا من جامعة دمشق قبل عامين . و رئيسًا مسؤولا للجنة الإنشاءات بصفتي مالك مؤسسة صناعية . أي كنت قادرًا على قراءة أفكار ضيفي التقدمية الإصلاحية التي رأيته ثابتًا عليها في كل اللقاءات العديدة اللاحقة . إن ظهور مفردة التكفير عند مسؤول في جهاز مكلف بإعادة بناء ملك هدمه تكفير الولاء و البراء . هو مؤشر شؤم يبشر بهدم ما أنجز . كما هو دليل على الطريق الذي سلكه تفجير 1. سامي عبد الرحمن 2. فرنسوا حريري 3. جينوسايد سنجار ...الخ و يشكل هذا برهانًا لتواجد قوة الولاء و البراء و ثقافة الصحراء في أجهزة حكام إقليم كردستان الذين انزعجوا من الحوار المتمدن المثار في بحزاني نت و صفحة حكومة إقليم كردستان و هو موضوع البحث .إن أهم منجزات حركة التحرر الكردستانية خاصةً و الشرق أوسطية عامةً منذ سقوط قلعة شيخ مند في حلب 24.09.1516 م و حتى ستينات القرن الماضي هو ما حققه أبو الحركة الكردستانية المعاصرة المغفور له الملا مصطفى البرزاني ؛ عندما نقل ملف حركة التحرر من روسيا الأرثوذكسية إلى العالم الحر حيث صدرت وثيقة حق تقرير المصير للشعوب. و لائحة حقوق الإنسان فقطع بذلك الأمل كليا من المعسكر الأرثوذكسي الراعي و الداعم لدول الولاء و البراء تاريخيًا . وفق معلوماتنا حدث ذلك بعد لقاء الوداع مع خوروتشوف حيث تأكد بفطرته السليمة استحالة ظهور أي أمل من هذا الباب . بعد ذلك بربع قرن لحق بهذا الاتجاه الرئيس السادات ثم الرئيس عرفات رحمها الله . إن المراحل المصيرية في تاريخ الشعوب تحتاج للحسم ؛ فقبل قرن من الزمن و على أثر انهيار الإمبراطورية العثمانية و زوال حكم آل عثمان الذي حكم بالولاء و البراء التكفيري 400 سنة . شعر قادة الترك أن مهمتهم انتهت1. ساهموا في سقوط الأندلس2. أسقطوا حضارة الشرق3. انتهى بابا روما من بناء العالم الجديد في أمريكا اللاتينية و رتبوا الشرق وفق اتفاقية سايكس بيكو عند ذاك قال كمال أتاترك ما معناه " لن تتبع أمتنا التركية عجوزًا عربيًا خرفًا عاش في صحراء العرب" . وفق هذا التوجه أسس سلطة الأتراك المعاصرة و أوجد للأتراك دورًا في المنطقة لترتيب " الشرق الأوسط المستقر القلق " حراسها الرئيسين: تحالف أعرابي طوراني أخميني بقيادة الأرثوذكس . و كبش فدائها الشعوب الكردستانية السورية التاريخية.ثقافة الولاء و البراء المتجسدة بالأرثوذكسية سقطت قلاعها الواحدة بعد الأخرى منذ 11.09.2003 و كان آخرها استقلال كوسوفو و في هذا السياق سوف تنال كل الشعوب حق تقرير مصيرها. بذلك عهدًا جديدًا في تاريخ البشرية قد ابتدأ يقوده أولئك اللذين هاجروا من الأندلس إلى العالم الجديد و أولئك اللذين طفشوا من مذابح محاكم التفتيش الأوربية و اضطهاد ثقافة "ابن الله".السؤال الكبير ماذا نحن فاعلون ؟: بعد أن نمر على المحاور الأربعة الأخرى و نتلقى ملاحظات المهتمين سنبلور الجواب سويةً قدر المستطاع .
للمزيد راجع
www.syria-dsp.comالحزب الحضاري الديموقراطي السوري /العراقي